مصطلحات من الفضاء الخارجي
على الرغم من حقيقة أن الفضاء لا يتصدر عناوين الأخبار، وبالتأكيد ليس على أساس يومي، فإن السباق إلى الفضاء لم يتوقّف للحظة واحدة، وكلما انكشفنا عليه أكثر، أدركنا قوة وتأثير جهود الأبحاث ونتائج تطوير "أجهزة الفضاء" المختلفة على حياة الناس اليومية هنا على الكرة الأرضيّة.
قبل بضعة أيام فقط، في 25 شباط 2022، خلال الحرب على أوكرانيا، أعلن مالك شركة سبيس X، إيلون ماسك، في تغريدة على تويتر، أن خدمة الإنترنت عبر أقمار ستارلينك قد تم تشغيلها في أوكرانبيا. هذا مجرد مثال بسيط كيف أنّ الاستثمار في تطوير مجال الفضاء يساهم ويساعد بشكل كبير - إمكانيّة للاتصال والتواصل - الجانب المعتدى عليه في حرب لا مبرّر لها.
ما هو ستارلينك إذًا (Starlink) - شركة تابعة لشركة الطيران والفضاء الأمريكية SpaceX - والتي أقامت مشروعًا يحمل اسم للشركة، ستارلينك، والتي تهدف إلى إتاحة إمكانية الوصول إلى إنترنت الأقمار الاصطناعية المستقل والسريع في نطاق واسع لكلّ مكان في العالم، بما فيها المناطق البعيدة جدًا. لهذا الغرض، تقوم الشركة بإطلاق سلسلة طويلة من الأقمار الاصطناعية الصغيرة إلى مدار على ارتفاع بسيط - 550 كم - حول الكرة الأرضيّة. يتم تحقيق الهدف عند إطلاق منظومة مكونة من 42,000 قمر تقريبًا.
بدأ تخطيط المشروع عام 2014، والتطوير عام 2015، وفي شباط 2017 أطلِق النموذج الأولي للقمر، وبعد سنة أجريت تجارب إطلاق على نموذجين أوليين للأقمار. منذ نهاية 2018، بدأت شركة SpaceX بتوزيع الأقمار الاصطناعية، بمصادقة من حكومة الولايات المتحدة. تم إطلاق الأقمار وتوزيعها في أيّار 2019 من كايب كانافيرال في فلوريدا. منشأة تطوير الأقمار الاصطناعية التابعة لشركة SpaceX موجودة في ريدموند في ولاية واشنطن، وتضمّ طواقم البحث والتطوير، الإنتاج وطواقم مراقبة مسار المشروع.
في تشرين الثاني من نفس السنة، بدأت أقمار ستارلينك في تجارب البيتا، وزوّدت خدمات الإنترنت لمئات المستخدمين الذين تسجّلوا للخدمة، وتم اختيارهم من قِبل الشركة للتجربة ودفعوا مبلغًا باهظًا: 600 دولار مسبقًا - 100 دولار في الشهر بالإضافة إلى 500 دولار مقابل معدّات خاصة لاستقبال الإشارات من الأقمار الاصطناعية. النتائج الإيجابية فاقت التوقّعات الأكثر تفاؤلًا من قِبل الشركة الأم SpaceX.
الحلم الكبير لمالك الشركة والمبادر إيلون ماسك - بناء مدينة على المريخ والبدء بإسكانها حتى العام 2050!!! تقدَّر تكلفة تحقيق هذا الحلم بمبلغ يتراوح بين 100 مليار دولار و-10 ترليون دولار. كيف سيتم توفير هذا المبلغ؟ - من الأرباح التي سيجنيها من استخدام الإنترنت الخاص.
ونحن معتادون على القول - إنّ كل مشروع يبدأ بحلم، وبدون حلم لا يوجد تحقيق.
أخبار ستارلينك - شباط 2022
- قبل نحو شهر، في تاريخ 3 شباط 2022، اطلقت شركة سبيس X 49 قمر ستارلينك لمسار منخفض، بواسطة صاروخ فالكون 9. (والذي سيتمّ بواسطته إطلاق مركبتنا دراغون بعد أقل من شهر)، لكن لسوء الحظّ، نشبت في اليوم التالي عاصفة جيومغناطيسيّة، والتي صعّبت على الأقمار الوصول إلى مكانها في المسار، وعمليًّا دمّرت معظمها. بعد تدميرها، احترقت الأقمار كليًا عند دخولها في طريق العودة إلى الغلاف الجوي.
- العواصف الجيومغناطيسيّة (وفق محطة الأرصاد الجوية في الفضاء)، تنشب في أعقاب الاضطرابات بين الحقل المغناطيسي للكرة الأرضيّة وبين الريح الشمسيّة، أيّ تدفّق جسيمات مشحونة تنبعث من الطبقة العلويّة للشمس.
- سرعة وقوة العاصفة التي ضربت أقمار سترلينك، أدت إلى ارتفاع المقاومة الجوية إلى مستويات كانت أعلى بـ %50 من التي تسجلت في الإطلاقات السابقة، ممّا صعّب على الأقمار الوصول إلى مكانها في المسار. هذا ما ورد في تصريح شركة سبيس إكس.
- المقاومة الجوية - هل نتيجة اللقاء بين أي جسم، في حالتنا - ستارلينك، يمّر عبر قوة متدفّقة معاكسة له، في حالتنا - الغلاف الجوي. القوّة المعاكسة تسمّى قوّة المقاومة، وهي ناجمة عن أن الجسم، ستارلينك، بحاجة "لإزاحة" هذه الجسيمات المشحونة بسبب العاصفة الجيومغناطيسية في الغلاف الجوي، في حين أن تلك الجسيمات تحاول مقاومته. بما أن القوة المتدفقة كانت لزجة جدًا، التصقت الكثير من الجسيمات في جسم ستارلينك، وزادت من ثقله ومنعته من الوصول إلى هدفه.
- الخطر في الفضاء - تلتزم شركة سبيس X في تصريحاتها أنه بحسب تخطيطها وبرمجتها، فإن أقمار ستارلينك لن تصطدم في أقمار أخرى خلال تحطمها في طريق العودة إلى الكرة الأرضيّة، ولن تتسبّب في انتشار نفايات الفضاء، ولن تصطدم أجزاء الأقمار في الكرة الأرضيّة.
- حتى شباط 2022، تم إطلاق ما يقارب 2000 قمر ستارلينك.
النصف الفارغ للكأس - عند الانتهاء من توزيع الأقمار، لن تبدو السماء على ما هي عليه. يدّعي علماء الفلك أنه سيكون هناك "تلوث ضوء"، لأن العدد الكبير من الأقمار سيشوّش مشاهدة الكواكب المرئية للعين، ولأن سطوعها بأطوال الموجة البصرية والراديو سيؤثر كثيرًا على المشاهدات العلمية. بالإضافة، فإن كثرة الأجسام المضيئة في السماء يعطّل عمل التلسكوبات الكبيرة التي تستخدمها وكالات الفضاء أو الموجودة في أنظمة الحماية الجوية المختلفة.
عن نفسي أقول - أنا مع الابتكار والتطور من ناحية، ومع حماية البيئة من ناحية أخرى. إنّها حيرة فعلًا.
مع فائق تقديري، إيتان
Comentários